کد مطلب:145742
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:176
خروج أهل الیبت من الشام
فی «المنتخب»: لما كان الیوم الثامن من الأیام التی ناحوا فیها علی الحسین علیه السلام دعاهن یزید لعنه الله و عرض علیهن المقام، فأبین و أردن الرجوع الی المدینة، فأحضر لهم المحامل و زینها و أمر بالأنطاع الأبریسم [1] ، و صب علیها الأموال، و قال: یا ام كلثوم! خذوا هذا المال عوض ما أصابكم.
فقالت ام كلثوم علیهاالسلام: یا یزید! ما أقل حیائك؟! و أصلب [2] وجهك؟! [أ] تقتل أخی و أهل بیتی، و تعطینی عوضهم مالا؟! والله؛ لا كان ذلك أبدا [3] .
و قال أبومخنف: فأعطاهم مالا كثیرة، و أخلف علی كل واحدة منهن و منهم ما أخذ منه، و زاد علیه من الحلی و الثیاب و الأثاث، ثم دعا بالجمال فأبركوها فوطأها لهم بأحسن و طاء و أجمله، فدعی بقواد من قواده، و ضم الیه خمسمائة فارس، و أمر بالمسیر الی المدینة.
و لما أراد أن یجهزهم دعا علی بن الحسین علیه السلام، فاستخلا به، ثم قال له: لعن الله بن مرجانة، أما والله؛ لو أنی صاحب أبیك ما سألنی خصلة [4] أبدا الا أعطیته ایاها، و لدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت، و لكن الله قضی ما رأیت، كاتبنی من المدینة، و أنه [5] كل حاجة تكون لك.
و تقدم بكسوته و كسوة أهله، و أنفذ معهم فی جملة النعمان بن بشیر رسولا تقدم الیه [6] أن یسیر بهم فی اللیل، و یكونوا أمامه حیث لا یفوتون طرفه، اذا نزلوا تنحی عنهم، و تفرق هو و أصحابه حولهم، كهیئة الحرس لهم، و ینزل منهم حیث أراد انسان من جماعتهم وضوءا و قضی حاجة لم یحتشم.
فصار معهم فی جملة النعمان و لم یزل یسایرهم فی الطریق و یرفق [7] بهم، كما وصاه یزید لعنه الله [8] .
[1] الأبريسم - بفتح السين و ضمها -: الحرير، معرب، «منه رحمه الله».
[2] في المنتخب: و أصلف.
[3] المنتخب: 482 و 483، انظر! البحار: 197 - 196 / 45.
[4] الخصلة - بالفتح -: الخلة و الفضيلة، «منه رحمه الله».
[5] أنه: أمر من الافعال بمعني: أبلغ، «منه رحمه الله».
[6] تقدم اليه في كذا: أمره و أوصاه، «منه رحمه الله».
[7] الرفق - بالكسر -: ما استعين به و اللطف، رفق به و عليه مثلثة، «منه رحمه الله».
[8] مقتل الحسين عليه السلام: 231، مع اختلاف و اختصار، البحار: 146 - 145 / 45 (نحوه).